في حلقتنا الثانية في ” قصص وعبر” نتناول الجفاف وعلاقته بالأمن الغذائي
بعد ما أعلنت تونس رسميا دخولها لمدة ستة اشهر في اعتماد نظام ظرفي للتزويد بالماء الصالح للشرب ناتج عن تواتر فترات الجفاف ، بات واضحا أن الأمن الغذائي أصبح مهدد أيضا اليوم بالاختلال والنقص الكبير طالما هو مرتبط ارتباطا وثيقا بالماء. وهو ما يستوجب علينا كأفراد ومكونات المجتمع المدني وهياكل الدولة احكام التصرف الرشيد، إعادة النظر في التوازنات المائية والغذائية وفرض قرارات صارمة لتغيير سلوكيات الافراد نحو الاستهلاك المستدام.
في قصص وعبر عنوان سلسلة القصص التي شرعت البيئة نيوز في انجازها بالاستناد على نصوص علمية مؤيدة لما جاء في القران الكريم للتأثير والتبليغ للعموم. التجأت الخبيرة الدولية المختصة في الموارد المائية، روضة القفراج، الى الحجة القرآنية كمقياس علمي لتجاوز الأزمة التي تشهدها بلادنا اليوم.
وفي هذا الخصوص تشرح الخبيرة في قولها استنادا على سورة سيدنا “يوسف” عليه السلام، ان الامة الإنسانية قد عاشت في السابق فترات جفاف دامت سبع سنوات لكن تجاوزتها نتيجة حسن التصرف المحكم والرشيد في موردها الوحيد للغذاء الا وهو القمح، حيث تم العمل في تلك الفترة على تخزين كميات كبيرة من القمح انتجت في الفترات الممطرة وتوزيعها توزيعا عادلا وفقا للحصص المسندة لكل فردو بالاستناد الى نظم اقتصادية تتطابق مع حال السوق الذي نعيشه الان.
وبالتالي، وفقا للخبيرة في الموارد المائية، يمكن لبلادنا أن تتجاوز فترات الجفاف ونقص الغذاء اللذان مازالا في تواصل مشهود على مدار السنين جراء التغيرات المناخية، من خلال العمل على تثمين الماء في الفترات الممطرة و توسيع طاقة خزن الحبوب و على تطبيق أهداف التنمية المستدامة أي التصرف الرشيد في الموارد الطبيعية، عدم التبذير في الاستهلاك و التخفيض في المضاربة والحد من الاستغلال المفرط لمواردنا الطبيعية، المحافظة على المنظومات الايكولوجية والتنوع البيولوجي فالتغيرات المناخية ظاهرة كونية يجب التأقلم معها والتكيف معها من خلال تغيير السلوكيات و قصص القران تحتوي على الحلول التي لا بد ان نعتبر منها و خاصة منها تغيير النظم الاقتصادية و و حوكمة المواد الاساسية للغذاء.
سعيدة الزمزمي