في اطار نشاطها اليومي ومتابعتها الدقيقة لواقع الأطفال في تونس لاحظت المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسّط وضمن خطة شاملة و مشروع متكامل للتصدّي لظاهرة استغلال الأطفال في التسوّل و في الأعمال الشاقةّ وجود ظاهرة غير مقبولة تحدث على مرأى و مسمع الملايين من التونسيين من مستعملي الطرق السيارة في تونس (محطات الاستخلاص بمساكن و هرقلة و باجة و بنزرت مثلا) و بصمت مريب من القائمين على شركة تونس للطّرقات السّيّارة.
حيث تحوّلت جلّ نقاط الاستخلاص لديها الى فضاء تستغلّ فيه الطفولة أبشع استغلال حيث يقوم عدد من الأطفال وبدافع من شبكات تسوّل ومن العائلات بالوقف لساعات في البرد و الحرّ ودون أكل و لا ماء أمام الموزعات الآلية لقطع تذاكر العبور ليتولوّا اقتطاع التذاكر للسوّاق مقابل حسنة يجود بها السائق .كما يعمد هؤلاء بالتوازي مع ذلك الى ممارسة التسوّل عبر بيع المناديل الورقية و مسح بلّور السيارات .
لقد تحولت نقاط الاستخلاص بالطرق السيارات الى “سوق ودلاّل” كما يقال بلهجتنا التونسية في اشارة الى الفوضى التي تعمّ المكان .كما تحوّلت هذه المحطات الى بؤر للإجرام من خلال تعمّد بعض الأطفال السرقة و النتر و تهديد سلامة السوّاق ومرافقيهم .
ان المنظّمة الدولية لحماية أطفال المتوسّط تلفت نظر القائمين على شركة تونس للطّرقات السّيّارة بوضع حدّ لهاته الفوضى و تطهير محطات الاستخلاص من الدخلاء حتى لا يصبحون شريكا في الجرائم المرتكبة بحق الأطفال.
و تعرب المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط أنها لن تسمح بأي تعدّ و استغلال للأطفال و أنها سترفع قضايا بالجملة في هذا الاطار وتهيب بمسؤولي الشركة المذكورة الاستجابة للفت النظر هذا و التعاون مع المنظمة في التصدي لهاته الظاهرة الخطيرة .
فهدفنا ليس رفع القضايا وانّما حماية أولادنا مستقبل بلادنا.

عن ريم بالخذيري : رئيسة المنظمة الدولية لحماية
أطفال المتوس