بقلم الاستاذ هشام بن يحي

كانت الجمعيات و لازالت من بنات تونس الحديثة، و التي ساهمت مساهمة فعالة في توازن البلاد و إنتاج مواطن فعال و واع كانت الجمعيات و لازالت بشتى أنواعها و اختصاصاتها المساهمة الفعالة في بناء تونس الحديثة، حيث أن هذه الجمعيات لم تدخر جهدا من أجل النهوض بالمواطن التونسي في جميع المجالات. كل الجمعيات دون استثناء، سواء كانت ثقافية، اجتماعية، رياضية أو علمية، كان لها دور فعال في بناء تونس اليوم، حيث لعب المجتمع المدني في جميع الإستحقاقات ، دورا محوريا إبان الثورة في ظل غياب الدولة للحفاظ على الإستقرار، في سنوات الكورونا في حفظ صحة المواطن و مجابهة الجائحة، كما لا ننسى ان الجمعيات أيضا كان لها دور هام في محاربة الإستعمار و استقلال البلاد. والتاريخ لا ينكر أن الجمعيات عملت جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة، في كل هذه المناسبات الهامة، و التاريخ لا ينسى كل ما قدمته منظمات المجتمع المدني من أجل الوطن، تطوعا و أحيانا في غياب مؤسسات الدولة. كانت الجمعيات و لا تزال تبادر، حبا للوطن وخدمة لمصالح المواطن، تطوعا لنساء المجتمع المدني و رجاله الذين آمنوا بدورهم الفعال في النهوض بالوطن و الانتصار على الصعوبات بشتى أنواعها. نستمع أحيانا، إلى أصوات من هنا وهناك، من ذوي النفوس المريضة ممن تخلوا عن دورهم المهني و إحساسا منهم بالخطر، تنادي هذه الأصوات بضرورة إضعاف المجتمع المدني حتى تبرز في المقابل أهدافهم الشخصيّة، بل تدعو إلى إزاحتها خشية منها و تغولها على حد تعبيرهم. نقول في اليوم الوطني للجمعيات، على الجميع التحلي بالمسؤولية، بلادنا تحتاج إلى جميع كفاءاتها سواء كانت رجالات دولة أو شباب بالمجتمع المدني المتطوع ، نريد أجهزة دولة تقوم بدورها و جاهزة لكل الإستحقاقات و نريد مجتمعا مدنيا رائدا قويا و يرفع راية الوطن أينما كان، كل عام و الجمعيات بخير كل عام و تونس بخير.

اي دور للجمعيات البيئية اليوم في ظل التغيرات والتقلبات المناخية؟

يلعب المجتمع المدني اليوم دون أي وقت مضى في الشأن البيئي دورا كبير لا سيما عل المستوى الوطني والجهوي والإقليمي في ظل ظهور الجفاف وتدهور الأمن الغذائي ونقص الغذاء وتراجع الثروات والمنتجات الطبيعية.   فقد تعددت المهام والخطط والرؤى للجمعيات البيئية في تونس وخارجها دفاعا عن البقاء وضمان العيش  على كوكب الأرض. ففي  تونس وفي الآونة الأخيرة ظهرت شبكات متعددة جمعت أفراد و جمعيات بيئية بحثا عن الحلول لأزمة المناخ الذي أصبح يلازمنا وافترض الأمر التأقلم والتكيف معه. فعن  ولاية قابس وامام الكارثة البيئية، ظهرت مبادرات تنسيقية شملت جمعيات لمقاومة أزمة التلوث الذي لحق بالمدينة . في ولايات داخلية ، ظهرت أيضا مبادرات للبحث عن حلول لأزمة نقص المياه ونتحدث هنا عن المناطق الداخلية الأكثر تضررا. اما على مستوى الوطني ظهرت شبكة  شبابية  تجمع جمعيات لمجابهة المناخ وطرق التكيف معه.

عديدة هي الجمعيات الناشطة في المجال البيئي والتي لا زالت تطالب بالعمل والجدية وتشريك كل القطاعات لتجاوز أزمة المياه والغذاء والبحث عن توجهات جديدة لخلق منوال تنمية جدبد يرتكز على الاستدامة والديمومة .