كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن الكلمة التي رددها وزير الشؤون المحلية والبيئة،مختار الهمامي، على اثر  انفعال حاد للوضع البيئي بمعتمدية الرجيش التابعة لولاية  المهدية. وقد كان التناول الاعلامي لمثل هذه المسالة فرصة للعديد  للحديث على مواضيع جانبية عوض التطرق للمسائل الرئيسية كالرؤى والبرامج والافكار التي يحملها الوزير في حقيبته الوزارية.

ولسائل ان يسال، هل حقيقة ما تعيشه بلادنا من وضع بيئي مازال يبحث على السياسات الصحيحة والتوجهات الصلبة يجعلنا كافراد نتباهى بما هو موجود؟ ام نطلق صيحة فزع لتحملنا جميعا ما تكبله هذا القطاع البيئي الذي يعد قطاعا محوريا للاقتصاد بدونه لا يوجد تنمية ولا جودة حياة ولا توازن اقتصادي واجتماعي؟

ان دورنا كاعلاميين  هو التفكير في المصلحة العامة وبناء اسس جديدة وتغيير العقليات عبر ترسيخ ثقافة الحفاظ على وطننا وحماية بيئتنا هذا الفضاء الذي يجمعنا. فالاعلام شريك  فاعل في التغيير وبناء سلوكيات جديدة، حيث ان الرسالة الاعلامية هي النقد واعطاء البديل والتصور البناء لا النظر في الاشياء عن بعد، دون اعطاءها اية معنى.

ولكي نعود الى الكلمة التلقائية التي قالها الوزير ، ” الراطسة” فقد كانت تفضي الى معنى واضح ودقيق وتم توظيفها في اطارها حرصا على المصلحة الوطنية لا غير. فكفانا نمطية المشهد الاعلامي المبتذل الذي لا يلوح سوى بالخراب و النبش في التفاهات من هنا وهناك. الادراك وتشفير المفاهيم وتفكيكها اليات ضرورية للعمل الاعلامي.