ان المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط وعلى إثر اذاعة الخبر الأليم الذي هز البلاد التونسية مؤخرا نتيجة غرق عدد مهول من الاطفال واليائسين من وطنهم بمدينة جرجيس ، وبرغم تعدد حالات الغرق لعديد مراكب الهجرة غير الشرعية وارتفاع عدد الضحايا والمفقودين لم نلاحظ أية ردة فعل للحكومة التونسية ولا لرئاسة الجمهورية وكأن الامر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.

وحيث ان الاصل في السياسة ومن صلب عمل الحكومة والرئاسة ، خروج الحكومة للناس وللمجتمع الدولي لإعلان موقفها المناهض للهجرة غير الشرعية وتجديد التزامها بحماية حدودها وتشديد الرقابة عليها للحد من هاته الظاهرة التي استفحلت منذ مدة.

وحيث ورغم الحدث الجلل الذي اصاب اهلنا في جرجيس مؤخرا وغرق عدد هائل من أطفال تونس فإن السلطة برأسيها لازمت الصمت وخيرت مواصلة نهجها المعتاد بتجاهل الاحداث والنوائب.

وحيث ولهول المصاب كان ادنى الواجب على السلطة الخروج للناس وإعلان مشاركتها اوجاعهم وتأبين اطفالهم وتثمين مجهودات البحارة وقوات الامن التي لاقت المعاناة الشديدة في البحث عن جثث الضحايا.

وإذ تندد المنظمة بالتعاطي السلبي للأحداث من قبل الحكومة ورئاسة الجمهورية فإنها تجدد تمسكها بإيلاء أطفال تونس العناية القصوى وتثبيتهم في ارضهم بتحسين ظروف العيش وتوفير كل وسائل الترفيه انتهاءا الى العصف بالمنظومة التربوية المهترئة والتي كانت السبب الرئيس في انتاج هذا الكم من العزوف عن الدراسة ومغادرتها مبكرا دون وجهة ثابتة بديلة.