كيف يمكن انقاذ القطاع الفلاحي، ماهي الآليات والبرامج الصحيحة التي تقتضيها المرحلة الراهنة؟ هل من حلول  للتصدي  لبارونات التوريد المنتوجات  المسرطنة للأراضي الفلاحية ؟ كيف يمكن إعادة النفس والامل لأبناء تونس الخضراء إلى أراضيهم الفلاحية بعد أن أدخلت في  سنوات الضياع؟ ماهي الحلول لكي  تخرج الدولة التونسية   من مأزق أزمة المياه  ونقص الغذاء بعد إهمالها  للقطاع الاستراتيجي الفلاحي الذي يعد العمود الفقري للأمن الغذائي ؟

عديدة هي الأسئلة التي طرحتها البيئة نيوز في لقائها مع كفاءة تونسية الخبير الدولي والمستثمر في القطاع الفلاحي، لطفي عاشوري.

 

محدثنا اليوم ليس كغيره من المتحدثين شرف تونس في العديد من المناسبات االعالمية، في  دول أوروبا والخليج محققا نجاحا باهرا في الفلاحة المتجددة و المستدامة، هوصاحب شركة عالمية رائدة في صنع الآلات الفلاحية، درس منذ صغره بايطاليا، هو أصيل ربوع  ولاية الكاف عرف بحبه وتشبثه بالفلاحة لأنه ترعرع في عائلة كان مورد رزقها الأساسي الفلاحة.

في بداية اللقاء، بين محدثنا أهمية توظيف التكنولوجيا لخدمة الفلاحة لكي تتاقلم مع التغيرات المناخية . وتابع بالقول ” الفلاحة قطاع متجدد يتطلب الاهتمام والرعاية اللازمة لتقديم نتائج اوفر على المدى المتوسط والبعيد ، الفلاحة هي الغذاء، وهي الأمن الغذائي والسلم الاجتماعي بدون الفلاحة تتكاثر الصراعات والهروب بين الشعوب “.

ويقول ضيفنا، “تونس مطمور روما، للأسف الشديد اليوم في صراع كبير لتوفير الغذاء والماء وهذا مؤلم للغاية، شبابنا أبناء الأراضي الخصبة تركوها قاحلة لأنه لا يوجد تشجيع ولا دعم من الدولة التونسية وهذا مخجل للغاية. كان من المفروض استقطابهم وتوفير كل الاجراءات اللازمة وتشجيعهم على بعض مشاريع فلاحية. هذا الامر بسيط ويتطلب فقط  تعصير الإدارة ورقمنتها وتركيزها  في الجهات الداخلية ….  لما لا يتم ذلك …ماهي النوايا والقصد من هذا التهميش.

من جانب اخر، و يوضح الخبير كل العالم توجه إلى الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية، على الدولة أن تتناول الامور بجدية دون أن أي وقت مضى،  امام الظاهرة الكونية التغير المناخي، يجب عليها النهوض بالقطاع الفلاحي، و تثبيت كل الواردات الأعلاف المسرطنة والبذور  المتعفنة…هذه ملفات عليها فتحها وإيقاف بارونات  التهريب التي تستمد قواها من المنظمات الخارجية التي تبحث على مصالحها الخاصة دون اعتبار المواطن التونسي . والحل هو القطع مع هذه المنظومات لإعادة التوازن الاجتماعي والاقتصادي. إلى جانب التخفيض من أسعار الأعلاف والأسمدة التي أصبحت من بين أكثر المشاكل التى تهدد أصحاب المواشي والابقار من الفلاحين.

و عن كيفية تحقيق الأمن الغذائي رأى  لطفي العاشوري أن “الحل والربط بيد الدولة حيث أنها قادرة على النهوض بالقطاع الفلاحي ” وبدوره قال أن المشاتل والحبوب التي يقوم الفلاح بشرائها من الدولة لا تصلح مغلبها للزراعة مضيفا في السياق نفسه أنه على كل مئة مئة حبة تنبت عشرة حبات  وطالب الدولة بتعزيز الزراعة المستدامة وايجاد مسارات جديدة للزراعة.

للتذكير فإن هذا الحوار الحصرى جاء ضمن مشاركة البيئة نيوز في فعاليات  معرض كاي اينارجي للطاقات المتجددة بمنطقة ريني -ايطاليا.