كسرت درجات الحرارة في شهر جويلية كل الأرقام القياسية بزيادة تتراوح بين ستّ وعشر درجات عن المعدل الموسمي, حيث وصلت درجات الحرارة الى نحو 50 مئوية في تونس، و بلغت درجة الحرارة 54 مئوية في وادي الموت في كاليفورنا. تعود موجة الحر الغير مسبوقة الى انبعاثات الغازات الدفيئة المتزايدة نتيجة للنشاط البشري وفق ما صرح به الخبير الدولي في البيئة و التنمية المستديمة عادل الهنتاتي٫ فإن هذه الانبعاثات تشكل غطاء ملفوف حول الأرض٫ يقوم الغطاء بحبس حرارة الشمس و بالتالي ترتفع درجات الحرارة. و من أهم الغازات التي تؤثر في تغير المناخ هي ثاني أكسيد الكربون و غاز الميتان هذه الغازات تتدفق بصفة كبيرة منذ قرون مما أخل بالتركيبة الكيميائية للغلاف الجوي. يتسبب الانسان في هذه الانبعاثات و هو ضحيتها. و أضاف عادل الهنتاتي أنه ينتج عن هذه التغيرات المناخية ارتفاع لدرجات حرارة في البحر الأبيض المتوسط مما يؤدي الى قدوم أسماك بحرية من المياه الحارة و هذا يأثر سلبا على التركيبة البيئية في البحر المتوسط. بالاضافة الى أن هذا الارتفاع يضر بالنظم البيئية الغابية حيث يسبب حرائق كبيرة لم تكن في الفترة القصيرة الفارطة موجودة لكن تزايدت هذا الاسبوع بشكل كبير، مثل حريق طبرقة الذي دمر 450 هكتار من غابات الصنوبر و الفلين. و في هذا السياق أشار الهنتاتي الى أن الأصناف الغابية مرسمة في العالم ضمن الأشجار شديدة الإحتراق وبالتالي فانه من الطبيعي ان تحترق عندما ترتفع درجات الحرارة، فعندما يكون هناك جفاف في الهواء و جفاف في الأعشاب و جفاف في التربة يصبح من السهل اندلاع الحرائق و انتشارها بعامل الرياح.
و في حديث الخبير الدولي في البيئة و التنمية المستديمة للبيئة نيوز عن الوضع البيئي في تونس وصف “بالكارثي” و عدد بعض المشاكل البيئية في تونس منها وضعية النفايات وعدم فرزها و التلوث المتزايد في الشوارع بالاضافة الى المصبات التي تمثل بعضها مصدر ازعاج للمواطنين، و ذكر أنه هناك 264 مائدة مائية في تونس منها 132 مائدة مائية ملوثة بمواد كيميائية و مواد عضوية خطيرة. ووفق تعبيره فإن مجهودات السلط المعنية في رفع التحديات البيئية ضعيفة جدا أمام ضخامة المشاكل، تتأتى هذه الضخامة من التباطئ و التماطل في حل المشاكل في وقتها فمثلا عندما كان لدينا مليوني طن من النفايات سنويا لم تتصرف السلط و لم تأخذ الاجراءات اللازمة و الان تقريبا لدينا ثلاث ملايين طن في السنة مما يصعب التصرف فيه بطريقة غير ضارة للمحيط و للبيئة.
بدرة دبابي